في مجال العلاقات الدولية، تعتبر الحاجة للفصل والتصنيف من الدواع الأساسية لفهم واستيعاب النظريات المجردة والمقاربات النظرية المتعددة لتحليل الظواهر السياسية المعقدة. فعلى سبيل المثال، يمكن لتصنيف الدوافع الدولية أو العوامل المؤثرة في السلوك الدولي أن يوفر إطارًا مفيدًا لتحليل سلوك الدول واتخاذ القرارات على الساحة الدولية.
ومع ذلك، يظهر أحيانًا أن هذه الضرورة الأكاديمية للفصل والتصنيف قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن تحدث فجوات في فهم الوضع السياسي وتقدير المواقف الدولية. فعلى الرغم من أن الحوارات النظرية والتصنيفات المفسرة للسلوكات والفواعل الدولية يمكن أن توفر إطارًا للتحليل، إلا أنها قد تقيّد التفاعل مع تعددية العوامل والمتغيرات في الساحة الدولية.
وهكذا، قد يجد المحلل نفسه محاصرًا داخل مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي قد تكون محدودة في تفسير السلوك الدولي المعقد. ومن هنا، قد يتعين على المحللين الاستماع بانفتاح إلى مختلف العوامل والمنظورات والتحليلات، والابتعاد عن الانحياز لإطار نظري أو مصطلحات محددة، حتى يتمكنوا من فهم وتقدير الديناميات السياسية بشكل أكثر شمولية ودقة.